اوراق موقف

ورقة موقف … فلسطين ٢٠٠ شهيد و١٤٠٠ جريح ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة المنظمة: لا بديل عن إعادة النظر في النظام الدولي منتهي الصلاحية

القاهرة في ١٧ مايو/أيار ٢٠٢١

ورقة موقف
فلسطين
٢٠٠ شهيد و١٤٠٠ جريح ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة
المنظمة: لا بديل عن إعادة النظر في النظام الدولي منتهي الصلاحية

تعرب المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن إدانتها بأشد العبارات لموقف الإدارة الأمريكية غير القانوني وغير الأخلاقي المعرقل لمحاولات مجلس الأمن إصدار بيان للدعوة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي يؤكد من جديد ما سبق أن وصفته المنظمة بمشاركة كاملة للبيت الأبيض في تلطيخ اليد بدماء المدنيين الفلسطينيين العزل غير المنخرطين في القتال.

كما تعرب المنظمة عن خيبة أملها إزاء المضمون الضعيف للمسودات المختلفة لبيان مجلس الأمن الدولي الذي فشل في إصداره حتى الآن، والذي يؤكد أن النظام الدولي بات منتهي الصلاحية، ويعتبر وجوده وعدمه سواء بسواء.

إن كل جهد دولي جماعي أو جزئي لا يأخذ بعين الاعتبار طبيعة المراكز القانونية – التي تستند على معايير تراضى عليها والتزم بها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة – يبقى فاقدا للمضمون والمشروعية.

وكل وصف يؤدي للمساواة بين الجاني والضحية، وبين السلطة القائمة بالاحتلال وبين السكان الخاضعين للاحتلال ليس له قيمة ولا أثر طالما لا يستقيم مع روح القانون الدولي الاي تقضي بإنهاء الاحتلال.

وحتى منتصف نهار اليوم، سقط ٢٠٠ شهيد و١٤٠٠ جريح فلسطيني في قطاع غزة، من بينهم ١٨٥ شهيدا ونحو ١٣٥٠ جريح على الأقل من المدنيين العزل غير المنخرطين في الاشتباكات والمحميون بموجب القانون الإنساني الدولي.

كما سقط ٢٥ شهيدا فلسطينيا ونحو ٤٥٠٠ جريح في كل من القدس الشرقية المحتلة ومناطق الضفة الغربية والمدن العربية في أراضي ١٩٤٨، ولا يزال المحتجون منهم والسكان القابعين في دور سكناهم يتعرضون للقوة المميتة على أيدي قوات الشرطة والجيش وقطعان المستوطنين المسلحين.

تؤطر حيثيات الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن جدار العزل العنصري الإسرائيلي في كل من الضفة والقدس لتوافر مقومات صارخة لجريمة الفصل العنصري “الابارتهايد” والتي اكدتها تقارير لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري.

ويوفر قرار الغرفة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية في ٥ فبراير/شباط الماضي الدليل القاطع، ليس فقط على الاختصاص المكاني للمحكمة باراضي دولة فلسطين المحتلة، ولكن أيضا عما يجري فيها من انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين، وسببت دافعا كافيا لقرار المدعية العامة للمحكمة في ٣ مارس/آذار الماضي بانطلاق التحقيقات.

تشكل إسرائيل آخر قلاع الاستعمار القديم في العالم، وتتخذ نمط أشد أنواع الاستعمار الاستيطاني العنصري، وتحتفظ بموقع فريد فوق المحاسبة والقانون بموجب أكثر من ٤٥ حق نقض “فيتو” استخدمته الإدارات الأمريكية المتعاقبة في مجلس الأمن، والكيان الوحيد عالميا الذي يضفي شرعية كاذبة على تعذيب المحتجزين الفلسطينيين.

وطوال ١٥ عاما، واصل الاحتلال الإسرائيلي تحويل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم من خلال حصار وحرب تجويع لم تتوقف ، ونحو ٤ آلاف شهيد و٦٠ ألف جريح و٣٠ ألف منزل مدمر في جولات عدوان دامية، أبرزها في أعوام ٢٠٠٩ و٢٠١٢ و٢٠١٤ ضد سكان لا مهرب لهم في أعلى مكان اكتظاظا بالسكان في العالم.

وكان امام النظام الدولي فرصة أخيرة لحفظ مساء الوجه عبر إجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف استهداف المناطق والأعيان المدنية في قطاع غزة، لكنه آثر إعلان وفاة نظام لم يعد ممكنا إصلاحه، ولكن على الأرجح باتت هناك ضرورة لاقتلاعه.

* * *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى