جيل الرواد

يوسف فتح الله

(اغتيل في 18 يونيو/حزيران 1994)

محام جزائري بارز من رواد الحركة العربية لحقوق الإنسان شارك في تأسيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان في أبريل 1987 والتي انضمت لعضوية المنظمة العربية لحقوق الإنسان عقب إشهارها، وانتخب رئيساً لها في منتصف ديسمبر/كانون أول 1989.

انتخب عضواً في مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الجمعية العمومية الثانية للمنظمة التي عقدت في تونس في العام 1990، وظل يشغل عضوية مجلس أمنائها حتى وقع اغتياله بإطلاق النار عليه في مكتبه من قبل مسلحين مجهولين يوم 18 يونيو/حزيران 1994.

كان حادث اغتياله صدمة مروعة للحركة العربية لحقوق الإنسان لمكانته الشخصية بين رواد هذه الحركة، والطريقة التي تم بها الحادث بدم بارد في وضح النهار، ووقوع اغتياله بعد أقل من ستة أشهر من الاختفاء القسري لزميله منصور الكيخيا عضو مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان.

لكن حادث اغتياله لم يكن غريباً إزاء صلابته في إدانة كل أشكال الإرهاب مهما كان مصدره. فبهذا الموقف كان هدفاً “للإرهابيين” و”الاستئصاليين” على حد سواء.

وشأن عشرات الآلاف من حالات القتل التي كانت تجتاح الجزائر في منتصف التسعينيات ومازالت تريق دماء أبنائه، لم تجر جهود جدية للتحقيق في الحادث رغم الإلحاح المستمر من جانب الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، وقيد الفاعل مجهولاً. كذلك لم تفصح عشرات البيانات التي صدرت عن المنظمات العربية والدولية لإدانة حادث اغتياله والإعراب عن تضامنها مع الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان عن اتهام صريح. فجاء بيان المنظمة العربية لحقوق الإنسان يدين الحادث”أيا كان مرتكبوه” وبالمثل تقرير منظمة العفو الدولية.

لكن يظل من الثابت لكل الذين يستذكرون درس حقوق الإنسان أن التضحيات لا تضيع هباء، وعندما تجف الدماء في الجزائر وتستكمل البلاد استقرارها وأمنها المنشود سوف نذهب لقبر يوسف فتح الله مع زوجته الصبورة، وابنته الوحيدة ريم لا لنبكيه، بل لنشكره.

*   *   *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى